الاثنين، 24 يوليو 2017

تاريخ العلوم


تاريخ العلوم

تاريخ العلوم 
(بالإنجليزية: History of science) هو مجال يعنى بوصف وتقويم حركة العلم عبر مراحله التاريخية المتعاقبة، للوقوف على عوامل تقدمه أو تعثره من جوانب عدة. ويتميز تاريخ العلوم عن تاريخ الأحداث الماضية للأشخاص والحضارات بأنه يتكون دائما من حقائق قابلة للتحقق والإختبار والإستنتاج وإذا ما توافرت لهل نفس الظروف، أو اتبع فى إستنتاجها نفس الأسلوب وسرد الحقائق وفقاً لمحور أساسى يضمها ويجذبها إلى مسار له إتجاهه الخاص. ذلك لأن الحقائق العلمية ليست كلها على درجة متكافئة من الأهمية والدلالة عندما يتناولها المؤرخ العلمى بالتحليل والتفسير فى أى عصر من العصور، من هنا تتضح أهمية تاريخ العلم فى صياغة نظريته العامة وفلسفته الشاملة، حيث يستحيل إنفصال العلم عن تاريخه. بإعتباره عملية ممتدة خلال الزمان. وإذ ما ران على العلم جهل بتاريخه فانه لا محالة مخفق فى مهمته.

لقد تطور العلم من البداية المبكرة للإنسانية. لأن الإنسان فضولي بطبعه ولديه القدرة علي تدوين وتسجيل الأشياء.فلقد بدأ الإنسان يزرع ويحصد ويربي الدواجن ويرعي الحيوانات منذ 100 آلاف  سنة. فتولدت لديه التجارب واكتشف قوانين الكون والحياة. فالإنسان رغم ما بلغه من علم إلا أنه ما زال يلهث وراءه بلا نهاية.فبينما نجده توصل لمعرفة الأعداد منذ الحضاراات القديمة نجده منذ نصف قرن قد اكتشف الجينات المسببة للسرطان والكواركات التي هي أصغر بكثير من الذرة والبروتونات.وقد اتبع التنبؤ العلمي ليصف أشياء أو يتوقع أحداثا لم تقع بعد. كما يتوقع الفلكيون ظاهرة الخسوف والكسوف أو كما توقع الكيميائي الروسي مندليف عام 1869في جدوله الدوري لترتيب العناصرفوصف فيه الخواص الكيميائية وا الطبعية لعناصر لم تكتشف بعد.

وكان للعلم تطبيقات عملية محدودة.حتي مجيء الثورة الصناعية في القرن 18.فلقد دخلت التكنولوجيا حياتنا وأصبحت جزءا أساسيا لانستغي عنه من خلال تكنولوجيات متعددة.واكتشف الإنسان الميكروسكوبات وأطلع من خلالها علي عالم الميكروبات والخلايا الحية ومكوناتها من الجينات بتقنية متطورة من الميكروسكوبات الإلكترونية. واكتشف التلسكوبات ولاسيما التلسكوبات العملاقة فتوغل من خلالها لأعماق الكون. قرأي ما لم يره بشر من قبل من مجرات عملاقة وبلايين النجوم. واستطاع من خلال تقنياته المتطورة إرسال مركبات ومسابر فضائية جهزت بأحدث ماتوصل العلم الحديث.

وتطورت أساليب المواصلات من عربات يجرها الخيول إلي طائرات أسرع من الصوت تطوي المسافات طيا.وقضي الإنسان علي الأوبئة التي كانت تحصده بالملايين من خلال الطعوم والأمصال لتوقيها أو من خلال الأدوية، مما أطال أعمار البشر. فالعلم في تنام لايعرف مداه. وأصبحت عصوره قد قصرت من قرون إلي عقود.ومن عقود إلي سنوات.ودخلت الثورة الصناعية منذ القرن 18 عصر البخار والكهرباء والميكنة.حتي جاء القرن العشرون فدخلنا فيه عدة عصور متلاحقة ومتتابعة.فشهدنا فيه الانفجار العلمي والحضاري مما غير وجه الحياة فوق الأرض في كل المجالات.ووصل في نصفه الثاني الإنسان للقمر وتجاوز فيه إسار جوه المحيط بالأرض لينطلق في عصر الفضاء لأول مرة في تاريخ البشرية.وعلي صعيد آخر دخلنا عصر الاستنساخ بما له وعليه. ولوث الإنسان بيئته حيث مشربه ومأكله وهوائه. وأصبح يعاني من آثار هذه الملوثات القاتلة التي طالت البحر والبر والهواء. مما جعل كوكبنا كوكبا عليلا.

الحضارتين اليونانية والرومانية

وبلاد اليونان كانت حضارتهم نظرية ومنقولة عن  حضارات بلاد ما بين النهرين (سوريا والعراق) وقدماء المصريين حيث جاب فلاسفتهم بالعالم القديم ليطلعوا علي علومه وحضاراته والنظر إلي طبيعة مادة الأرض. وسمة الحضارة الإغريقية الفلسفة التأملية فيما وراء الطبيعة (ميتافزيقيا).والفليسوف الإغريقي طاليس Thales وتابعوه قالوا أن الأرض قرص يطفو فوق الماء وتدور في دائرة ولاتدور حول الشمس ولكن تدور حول كرة نار مركزية. وهي مركز الكون. وقال بعده الفليسوف الإغريقي فيثاغورث Pythagorass أن الأرض كروية. ومنذ 20000سنة قال القليسوف الإغريقي لوسيباس Leucippuss وتلميذهديموقريطيس Democrituss قإلا أن كل المواد  مصنوعة من ذرات لاتنقسم. واتبع فلاسفة الإغريق أسلوب العقلانية في التفكير والسببية المنطقية لتعليل وتفسير كل شيء.وبعد قرنين من وفاة الفليسوف الإغريقي أرسطو عام 322ٌق.م. تم التطور في مجال الأعداد حيث قام العالم الإغريقيإيراتوستينيس Eratostheness بقياس محيط  الأرض بما لاتخطيء حساباته عن قياسها حاليا سوي في1%.ووضع الرياضي الإغريقي أرشميدسArchimedess أسس الميكانيكا. وكان من رواد علم ميكانيكا السوائل Fluid Mechanics وعلم الهيدروستاتيكا Hydrostatics حيث اهتم بدراسة السوائل في حالة السكون. واسس العالم الإغريقيثيوفراستس Theophrastuss علم النبات واهتم  فيه بوصف النباتات وأنواعها وفحص عملية الإنبات بالبذور. ولما تصاعدت قوة الرومان بالقرن الأول ق.م. لم يكونوا مهتمين كثيرا بالعوم الأساسية، قام بطليموس بوضع خريطة للسماء وقع عليها مواقع الكواكب والنجوم المعروفة وقتها. ووضع الأرض كمركز للكون. ووضع الطبيب جالينوس Galen أبحاثه في التشريح ووظائف الأعضاء (فسيولوجيا). وبصفة عامة لم تتقدم العلوم في الإمبراطورية الرومانية. وأفلت المدارس الإغريقة وأغلقت عام 529م. بسبب انتشار المسيحية التي فرضتها روما علي معظم بلدان العالم القديم التابعة لها اليونان وآسيا الصغري والشام ومصر وأجزاء من جنوب أوروبا. ومنذ عام 500م. ولمدة تسعة قرون حتي عام 1400م. ظهرت خلالها الحضارتان الإسلامية والصينية. وخلال هذه الفترة لم يكن غرب أوروبا يهتم بالفكر العلمي ولجأ للخيال والخرافات العلمية وكيفية تحويل المعادن الخسيسة للذهب. وهذا ماعرف بعلم السيمياء. وهاتان الحضارتان كانتا حضارتين متفردتين ومنعزلتين عن أوروبا في الامبراطورية البيزنطية، رعت الكنائس الشرقيةالعلوم والتي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا مع الفلسفةالقديمة، والميتافيزيقيا.ومن الإنجازات التي طبقت فيها العلوم كانت بناء كنيسة آيا صوفيا.خلال العصور الوسطى قامت الكنيسة الغربية في  أوروبا بحفظ وصيانة ما تبقى من الحضارة القديمة أثناء الغزوات البربرية داخل الاديرة، ولكن أيضافالكنيسة شجعت على التعلّم والعِلم من من خلال رعايتها لكثير من الجامعات التي كانت قد نمت بسرعة في أوروبا تحت رعايتها، في القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر وبعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، كانت المجتمعات الرهبانية  الصغيرة عمليًا البؤر الاستيطانية لمحو الأمية في أوروبا الغربية.

الحضارة الصينية والإسلامية

فالصينيون القدماء حولوا الاكتشافات إلي نهايات عملية من التنظير للتجريب والاختراع عكس الإغريق. فلقد اخترعوا البوصلة عام 270 م. والطباعة بحفر الخشب حوالي سنة 700م. واخترعوا البارود سنة 1000م. وبرعوا في الفلك. فرصدوا مستعرا أعظم (انفجار نجم) بسديم العقرب سنة 1054م. كما برعوا في الرياضيات وتوصلوا لقيمة piسنة 600 م.

وفي الصين رسموا أقدم خريطة للنجوم عام 940  م. وفي العالم الإسلامي انتشرت الحضارة الإسلامية حتي بلغت أسبانيا بالعصور الوسطي. فنجد من الرياضيين العرب محمد الخوارزمي الذي أدخل الأعداد العربية لأوربا بما فيها الصفر. ووضع علم الجبر والمقابلة وظل اسمه يطلق علي اللوغاريثمات (الخوارزميات) والتي مفاهيمها تطبق علي الكومبيوتر حاليا. وفي الفلك نجد العرب قد رصدوا النجوم الساطعة ووضعوها علي الخرائط الفلكية وأطلقوا عليها الأسماء العربية التي ما زالت تستعمل حتي اليوم كنجوم الدبران والطاسر والدنيب. وفي الكيمياء اخترعوا طرقا لصنع الفلزات من المعادن واختبروا جودتها ونقاوتها. وأطلقوا مصطلحات منها كلمة الكيمياء والقلوي alkalii. وطوروا في الفيزياء  ومن أشهر الفيزيائيين العرب ابن الهيثم وهو عراقي نشر كتاب المناظر في البصريات والعدسات والمرايا وغيرها من الأجهزة التي تستخدم في البصريات. ورفض فكرة انبعاث الضوء من العين، لكنه أقر بأن العين تبصره عندما يقع أشعة الضوء من الوسط الخارجي عليها. وهذا مانعرفه حاليا. وبعدما ترجم التراث الإسلامي لللغات الأوربية ولاسيما بعد اختراع جوتنبرج الطباعة. فطبعت النسخ من هذا التراث وشاعت العلوم العربية وأمكن الحصول عليها هناك بسهولة ويسر. أما ابن سينا- عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث- فقد ألّف 450 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. كما أنّه يعتبر من الأعظم شهرة في كل الأزمان والأماكن والأوقات. وأعظم أعماله المشهورة هي كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب. ولابن النفيس في الطب منجزات وإبداعات فهو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى أو دوران الدم الرئوي، قبل العالم الطبيب وليم هارفي وقد سجل ابن النفيس اكتشافه هذا في كتابه :" شرح تشريح القانون لابن سينا".

عصر النهضة

وبعد ظهور وباء الطاعون (الموت الأسود) سنة 1347م. تأخر التقدم العلمي في أوروبا زهاء قرنين حتي سنة 1543م. عندما نشر كتاب العالم البلجيكي أندرياس فازليس بعنوان (في تركيب الجسم البشري)(De Corporis Humani Fabrica). حيث صحح فيه أفكار جالينوس منذ 13000 سنة  عن تشريح جسم.والكتاب الثاني في هذه السنة عام 1543 وكان له دلالة كبري كان بعنوان (في ثورات الكرات السماوية)(De Revolutionibus Orbium Coelestium) للفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكس حيث رفض فيه فكرة الأرض مركز الكون كما وضعها بطليموس في القرن الأول ق.م. في كتابه(المجسطي) والذي ترجمه المسلمون. كما بين كوبرنيكس – أيضا- أن الأرض والكواكب الأخرى تدور حول الشمس. ومنعت الكنيسة الكاثوليكية كتابه من التداول لمدة قرنين بل كفرته رغم صحة ماقاله. لكن في العقد الأول من القرن 17 ثبت صحة كوبرنيكس ولاسيما بعد اختراع التلسكوب حيث إستخدمه جاليليو ليكون أول شخص يري أقمارا تدور حول كوكب المشتري ورأي وجه القمر ورسمه بالتفصيل. كما رأي كوكب الزهرة يتضاءل وهو يدور حول الشمس. واتهم جاليليو وكوبرنيكس اللذان صححا كثيرا من المفاهيم الفلكية بالهرطقة. وهذا ماجعل جاليليو يتراجع عن أفكاره. لكنه بحث القوانين التي تتحكم في سقوط الأشياء واكتشف أن تأرجح البندول ثابت في أي الإتجاهين. وهذه الحركة البندولية اكتشفت إمكانية استخدامها في ضبط الساعات. وقد طبقها إبنه عام 1641م. وبعد عامين اكتشف تورشيللي البارومتر لقياس الضغط الجوي. وفي سنة 1650 اكتشف الفيزيائي الألماني  جويرك المضخة الهوائية. فأحضر نصفي كرة برونزية.وفرغهما من الهواء للدلالة علي قوة الضغط الجوي. ثم أحضر مجموعتين من الأحصنة وكل مجموعة من ثمانية وحاولوا شد نصفي الكرة المفرغة من الجانبين المتقابلين. فظلت الكرة ملتصقة تماما.لأن الكرة مفرغة ولايوجد بها ضغط هوائي والضغط الجوي الخارجي الواقع عليها أعلي. ولما ضخ الهواء بها إنفصلا عن بعضهما..لأن الضغط الجوي بداخلها وبالخارج متعادل. وخلال القرن 17 حدث تقدم كبير في علوم الحياة حيث اكتشف الإنجليزي وليام هارفي الدورة الدموية واكتشف العالم الهولندي أنطوني فان ليوفينهوك الكائنات الدقيقة من خلال ميكرو سكوبه الذي إخترعه. وفي إنجلتلرا وضع روبرت بويل ألكيمياء الحديثة. وفي فرنسا اكتشف رينيه ديكارت عدة رياضيات ووضع المذهب العقلي في العلم.

لكن كان أعظم إنجازات العلم في القرن 17. عندما استطاع الفيزيائي والرياضي الإنجليزي إسحق نيوتن عام 16655م، وضع نظريات عن طبيعة الضوء  والجاذبية الكونية التي إعتبرها تمتد في كل الكون. وكل الأشياء تجتذب لبعضها بقوة معروفة. والقمر مشدود في مداره بسبب الجاذبية التي تؤثر علي حركة المد والجزر بالمحيطات فوق الأرض.وفي عصر التنوير The Age of Enlightenment. كان نيوتن قد بين بالقرن 18 ان الطبيعة(الوجود) محكومة بقوانبن أساسية تجعلنا ننهج المنهج العلمي. وهذا ماحرر علماء هذا القرن وجعلهم يقتربون من الطبيعة لأن الاكتشافات حررتهم من أسار السلطة الدينية وأفكار وحكمة الكتابات القديمة والتي لم تخضع للتجارب. وهذا التوجه العقلاني والعلمي أدخل العلم في عصر السببية (الأسباب) Age of Reason أو مايقال بعصر التنوير Age of Enlightenment حيث طبق علماء القرن 18بشدة الفكر العقلي والملاحظة الواعية والتجارب لحل المسائل المختلفة. فظهر تصنيف وتقسيم الأحياء حيث صنف العالم الطبيعي السويدي كارلوس لينويز122 ألف نبات وحيوان حسب الترتيب للصفات. وفي سنة 1700 م. صنعت أول آلة بالبخار وتطور التلسكوب ليكتشف به الفلكي الإنجليزي وليام هيرسكل الكوكب أورانوس عام 17811 م. وخلال القرن 188 لعب العلم دورا بارزا في الحياة اليومية. فلقد ظهرت ثورة الآلة في مضاعفة الإنتاج الصناعي ومنذ القرن 19 انتهج العلم طريق المعرفة في شتي فروعه. ففي الكيمياء اعتبرت المادة مكونة من الذرات. ووضع الإنجليزي جون دالتون النظرية الذرية Atomic theoryعام 18033 حيث اكتشف أن كل ذرة لها كتلة. وهذه الذرات تظل بلا تغيير حتي لو إتحدت مع ذرات أخرى لتكوين المركبات. كما بين أن المواد دائما تتحد معا بنسب ثابتة.واستطاع ديمتري ماندليف  Dmitry Mendeleyevv استخدام اكتشافات دالتون للذرات وسلوكها في رسم جدوله الدوري الشهير الذي رتب فيه العناصرعام 1869. كما شهد القرن 19 في الكيمياء تخليق الأسمدة الصناعية(المخلقة) synthetic fertilizer عام 1842بإنجلترا. وفي عام 1846الكيميائي الألماني كريستيان شونباينChristian Schoenbeinn المادة المتفجرة نيترو سيلليلوز من خليط حامضي الكبرتيك والنيتريك وغمسه بقطع من القطن وقام بتجفيفها. وتوصل إلي أن السيلليلوزبالقطن يتحول لمادة سريعة الاشتعال وشديدة الانفجار. وبنهاية القرن 19أمكن تصنيع مئات المركبات العضوية بتخليقها من مواد غير عضوية. فصنعت الأصباغ والأسبرين.

العصور الحديثة

الفيزياء

خلال القرن 19 كانت الأبحاث في الكهرباء والمغناطيسية التي قام بها مايكل فراداي  Michael Faraday وجيمس كلارك ماكسويل  James Clerk Maxwelll في بريطانيا. فلقد أثبت فراداي عام 1821أن المغناطيس المتحرك يولد كهرباء في الموصلات (الأسلاك). ومكسويل بين أن الضوء طاقة من موجات كهرومغناطيسية. وفي عام 1888إكتشف الفيزيائي الألماني هينريش هرتزHeinrich Hertzz موجات الراديو. والفيزيائي الألماني وليهيلم رونتجن اكتشف أشعة (XX) عام 1895.. وفي سنة 18977 اكتشف الفيزيائي البريطاني جوزيف طمسون Joseph J. Thomson الإلكترون واعتبره جسيما دون ذري. واخترع توماس إديسون  Thomas Edisonnبوق(ميكروفون) التليفون من حبيبات الكربون (الفحم) عام 1877. كما اخترع الفونوجراف واللمبات الكهروبائية.

علوم الأرض

وفي علوم الأرض نجد القرن 19 قد شهد تطورا كبيرا حيث قدر عمر الأرض ما بين 100000سنة ومئات الملايين من السنين. وفي الفلك مع التطور الهائل في الأجهزة البصرية، تحققت اكتشافات هامة. ففي عام 1801لوحظت المذنبات ومدار كوكب أورانوس الشاذ. فلقد توقع لفلكي الفرنسي جيان جوزيف ليفرييه Jean Joseph Leverrierr أن  كوكبا مجاورا لأورانوس يؤثر علي مداره. وفد استخدم الحسابات الرياضية. وقد قام العالم الفلكي الألماني جوهام جال Johann Gallee في عام 18466بمساعدة العالم ليفرييه باكتشاف كوكب نبتون. وكان الفلكي الإيرلندي وليام بارسونزWilliam Parsonss أول من شاهد شكل المجرات الحلزونية فيما وراء نظامنا الشمسي، عن طريقالتلسكوب العاكس العملاق (وقتها)عام 18400.

علوم الحياة

كما شهد القرن 19 تقدما في علوم الحياة بدراسة الكائنات الدقيقة ولاسيما بعد ما حقق العالم الفرنسيلويس باستير Louis Pasteurr ثورته في الطب الوقائي عام 18800 عندما بين أن بعض الأمراض سببها الجراثيم فصنع الطعوم الواقية منها لأول مرة في التاريخ ولاسيما ضد مرض السعار (الكلب).واخترع طريقة البسترة لمنع انتشار الجراثيم باللبن وتعقيم الأطعمة لمنع فسادها ونقلها للجراثيم المعدية. وفي سنة 1866 اكتشف الراهب النمساوي جريجور مندل Gregor Mendell الوراثة. وأعقبه العالم الإنجليزي تشارلز داروين  Charles Darwinn باكتشافه نظرية التطور، عندما نشر كتابه (أصل الأنواع (On (Origin of Species عام1859. وفيه بين نظرية الإختيارالطبيعي natural selection للأنواع. وأن البشر أسلافهم من أشباه القرود. وقد تطوروا من خلال عمليات بيلوجية.وقد قوبلت نظريته بالمعارضة الدينية الشديدة إلا أن العلماء قبلوها وأقروا بأن التطور قد وقع فعلا رغم نكران البعض لآلية التطور.وفي القرن العشرين ظهر العلم الحديث حيث كانت الاكتشافات والإنجازات العلمية المذهلة ولاسيما في مجالات الوراثة والطب والعلوم الاجتماعية. ففي مطلع هذا القرن دخل علم الأحياء فترة تطور سريع في الهندسة الوراثية حيث أعيد اكتشاف نظرية مندل عام 1900.وأعقبها أصبح علماء الأحياء مقتنعين بوجود الجينات الوراثية بالكروموسومات بالخلايا الحية. والتي هي عبارة عن خيوط تحتوي علي البروتينات والحامض النووي (جزيء دنا) (deoxyribonucleic acid (DNA)). وفي عام1940 اكتشف أن دنا مأخوذا من بكتريا يمكن أن  يغير الصفات الوراثية لبكتريا أخرى. فعرف أن الدنا هو المركب الكيميائي الذي يصنع الجينات وهو مفتاح الوراثة. وبعد أن قام العالمان الأمريكيجيمس واتسون James Watsonn والبريطانيفرانسيس كريك Francis Crick عام 1953 بوضع  هيكل لجزيء دنا. بعده أمكن للهندسة الوراثية فهم الوراثة من خلال مفاهيم كيميائية. فوضع الجينوم genomeوهو الخريطة الجينية التي من خلالها تعرف علماء الأحياء علي الجينات البشرية ودورها في الحياة والأمراض البشرية. مما جعل التعرف علي الجينات المسببة للأمراض وسيلة لعلاجها عن طريق الجينات.ونقلها من كائن حي لآخر لتغيير بعض صفاته الوراثية والقيام بعملية التهجين الجيني.

الطب

وفي الطب شهد القرن العشرين تطورا غير مسبوق واكتشافات كبرى. فلقد اكتشف الطبيب الهولنديكريستيان إيجكمان Christiaan Eijkmann أن  الأمراض لاتسببها الجراثيم فقط ولن يمكن أن تكون بسبب نقص بعض المواد في الغذاء. فتوصل العلماء للفيتامينات. وفي عام 1909 توصل البكتريولوجي الألماني بولوس إيرلخ Paul Ehrlichh لأول قاتل  كيماوي (مركب السلفانيلاميد) للجراثيم بدون قتل خلايا المريض. ثم اكتشف البكتريولوجي البريطانيألكسندر فليمنج Alexander Fleming عام  1928  البنسلين المضاد الحيوي.ثم أعقبه المضادات الحيوية الأخرى والتي تقتل البكتريا وليس لها تأثير علي قتل الفيروسات التي ما زالت تكافح أمراضها الفيروسية القاتلة بالأمصال والطعوم الحيوية حتي الآن. كما في مرض الجدري ومرض شلل الأطفال الذين انتهيا من فوق الخريطة الصحية العالمية تقريبا في أواخر القرن العشرين. وتوقع العلماء إمكانية القضاء أو السيطرة علي الأوبئة عام 1980. إلا أنهم صدموا بظهور سلالات جديدة من الجراثيم المعدية مقاومة للمضادات الحيوية كجراثيم السل (الدرن) والفيروسات المسببة لحمي النزيف الدموي أو نقص المناعة كالإيدز. وفي مجال تشخيص الأمراض شهد الطب طفرة في تقنية التصوير التشخيصي كالتصوير بالرنين المغناطيسي magnetic resonance والمسح الطبقي (computed tomography). كما أن العلماء في طريقهم للعلاج الجيني gene therapy لبعض الأمراض كمرض السكر. وظهر التشخيص وإجراء العمليات بالمناظير وزراعة الأعضاء وتغيير صمامات القلب وتوسيع الشرايين. وكلها كان من المستحيل إجراؤها.وظهرت ممارسة الطب عن بعد telemedicine بفضل التقدم في توصيلات الألياف البصرية السريعة high-speed fiber-optic عن طريق استخدام الإنسان الآلي وقيامه بالعملية الجراحية بغرفة العمليات. والجراح في هذه الحالة يقوم بتوجيهه في حجرة مجاورة.

ويمكن عن طريق الإنترنت يقوم جراح في بلد آخر بالقيام بهذه العملية. لكن الإنسان الآلي يقوم بالمهمة أدق من الجراح البشري.

التكنولوجيا

وفي التكنولوجيا نجد أن مهندس الكهرباء الإيطالي جوليميو ماركوني Guglielmo Marconii قد أرسل أول إشارات راديو عبر محيط الأطلنطي عام 1901. وكان المخترع الأمريكي لي دي فورست  Lee De Forest قد اخترع عام 1906الأنبوب المفرغ مفتاح  تشغيل نظم الراديو والتلفزيون والكومبيوتر. وبين سنتي 1920-1930 أخترع الأمريكي فلاديمير كوزما زوركين  Vladimir Kosma Zworykin التلفزيون بالصوت والصورة. وفي سنة 1935قام عالم الفيزياء البريطاني روبرت واتسون  Robert Watson باستخدام موجات الراديو المنعكسة (المرتدة) لتحديد موقع طائرة في حالة الطيران. وارتداد الإشارات الرإدارية من القمر والكواكب والنجوم لتحديد بعدها من الأرض وتتبع مساراتها. وفي سنة 1947اخترع علماء أمريكان  الترانسستورالذي يكبر التيار الكهروبائي ويوفر الطاقة. وجعل الأجهزة الكهربائية أصغر حجما. وما بين عامي 1950 و1960 ظهرت الكومبيوترات الصغيرة باستعمال الترانسستورات. فصغر حجمها ووفرت الطاقة. كما ظهرت الدوائر الإلكترونية المضغوطة.وفي سنة 1971 ظهر الكومبيوتر الشخصي المحمول والشرائح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق