الاثنين، 24 يوليو 2017

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط - ج1

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط [1] أوقصور الانتباه وفرط الحركة هي حالة نفسية تبدأ  في مرحلة الطفولة عند الإنسان، وهي تسبب نموذج من تصرفات تجعل الطفل غير قادر على إتباع الأوامر أو على السيطرة على تصرفاته أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين وبذلك هو في حالة إلهاء دائم بالأشياء الصغيرة. المصابون بهذه الحالة يواجهون صعوبة في الاندماج في صفوف المدارس والتعلم من مدرسيهم، ولا يتقيدون بقوانين الفصل، مما يؤدي إلى تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء، لذلك يعتقد أغلبية الناس أنهم مشاغبون بطبيعتهم.

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط

يجد الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط صعوبة أكبر في التركيز وإتمام أعمالهم المدرسية.

من أنواعاضطرابات النمو المحددة  الاختصاصطب نفسيتصنيف وموارد خارجيةت.د.أ.-10F90ت.د.أ.-9314.00314.01وراثة مندلية بشرية143465ق.ب.الأمراض6158مدلاين بلس001551إي ميديسينmed/3103ن.ف.م.ط.D001289عقاقير

مودافينيل،  وديكستروامفيتامين،  وريتالين،  وفنلافاكسين،  وإيميبرامين،  وبوبروبيون،  وكلونيدين،  وسيليجيلين،  وميثامفيتامين،  وأمفيتامين،  وأتوموكسيتين  

هذه الحالة تعتبر أكثر الحالات النفسية شيوعا في العالم - إذ يبلغ عدد المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة حوالي 5% من مجموع شعوب العالم - والنسبة تزيد عن ذلك في الدول المتطورة (دول العالم الأول). هذه الإحصائيات جعلت بعض الباحثين يعتقدون أن تركيبة الدول المتطورة وأجوائها قد تكون سبب لحالة قصور الانتباه وفرط الحركة عند شعوبها. بذلك، تفاعل الناس في حضارتهم قد يكون مسبب لقصور الانتباه وفرط الحركة، اعتمادا على نوع الحضارة وردة فعل المرء أو المرأة لها.

يشكل التعامل مع الأطفال المصابين بكثرة الحركة ونقص الانتباه تحديا كبيرا لأهاليهم ولمدرسيهم في المدرسة وحتى لطبيب الأطفال وللطفل نفسه أحيانا.

هذه الحالة لا تعتبر من صعوبات التعلم ولكنها مشكلة سلوكية عند الطفل ويكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط واندفاعيين ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط، يصاب من ثلاثة إلى خمسة بالمئة من طلاب المدارس بهذه الحالة والذكور أكثر إصابة من الإناث ويشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحيانا للأهل وحتى الطفل المصاب يدرك أحيانا مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته ويجب على الوالدين معرفة ذلك ومنح الطفل المزيد من الحب والحنان والدعم وعلى الأهل كذلك التعاون مع طبيب الأطفال والمدرسين من أجل كيفية التعامل مع الطفل.

التصنيفعدل

قد تندرج أعراض متلازمة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تحت أحد الملامح السائدة بشكل طبيعي في عموم البشر.[2] يعد فرط الحركة ونقص  الانتباه من ضمن اضطرابات النمو التي يتأخر فيها نمو بعض سمات الشخصية مثل التحكم في الدوافع. ويتراوح هذا التأخر في النمو بين 3 و5 سنوات، حسب نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي للقشرة الأمامية الجبهية.[3] ويعتقد أن حالات التباطؤ هذه  قد تؤدي إلى إعاقة النمو. وعلى الرغم من ذلك، فإن تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا ينطوي على الإصابة بمرض عصبي.[2][المرجو التوضيح]

يصنف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنه اضطراب سلوكي فوضوي يصاحبه اضطراب المعارضة والعصيان واضطراب السلوك، إلى جانب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.[4]

الأنواع الفرعية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباهعدل

لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ثلاثة أنواع فرعية:[5]

النوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاعتشير معظم الأعراض (ستة أعراض أو أكثر) إلى النشاط الحركي الزائد والاندفاع.على الرغم من أن أقل من ستة أعراض تشير إلى وجود نقص انتباه، فإن هذا لم يمنع من وجوده إلى حد ما.النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباهتشير غالبية الأعراض (ستة أعراض أو أكثر) إلى وجود نقص انتباه، بينما تشير الأعراض الأخرى (وهي أقل من ستة أعراض) إلى زيادة النشاط الحركي والاندفاع. وبالطبع، هذا لا ينفي وجود زيادة في النشاط الحركي والاندفاع إلى حد ما.من المرجح ألا يعاني الأطفال المصابون بهذا النوع من الاضطراب من عدم القدرة على أداء الأعمال الموكلة إليهم أو وجود صعوبة في مجاراة أقرانهم. فربما يجلسون في هدوء، ولكن دون أن يكونوا منتبهين لما يفعلون. ولذلك، قد يهمل هذا الطفل، وقد لا يلاحظ أولياء الأمور والمدرسون أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عليه.النوع الذي يجتمع فيه النشاط الحركي الزائد والاندفاع مع نقص الانتباه في آن واحدتظهر ستة أعراض أو أكثر من نقص الانتباه وستة أعراض أو أكثر من النشاط الحركي الزائد والاندفاع.يعاني معظم الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النوع الثالث.

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولةعدل

يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة والتي يمكن علاجها. قد يؤثر هذا الاضطراب في مناطق معينة من المخ والتي تختص بحل المشكلات، والتخطيط للمستقبل، وفهم تصرفات الآخرين، والتحكم في الدوافع.[6]

تشير الأكاديمية الأمريكية لطب نفس الأطفال والمراهقين (AACAP) إلى ضرورة الالتزام بالمعايير التالية قبل تشخيص حالة الطفل على أنها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

يجب أن تظهر السلوكيات الدالة على هذا الاضطراب قبل سن السابعة.يجب أن تستمر هذه السلوكيات لمدة ستة أشهر على الأقل.يجب أن تعوق الأعراض أيضا الطفل إعاقة حقيقية عن مواصلة حياته بصورة طبيعية في مجالين على الأقل من المجالات التالية من حياته:في الفصلفي فناء اللعبفي المنزلفي المجتمعفي البيئات الاجتماعية[6]

وإذا بدت على الطفل سمات نشاط زائد في فناء اللعب دون أية أماكن أخرى، فقد لا يكون مصابا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وإذا ظهرت الأعراض نفسها في الفصل دون أي مكان آخر، فقد يعزى السبب إلى إصابته بأي اضطراب آخر غير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. فالطفل الذي تظهر عليه بعض الأعراض لا تشخص حالته على أنه مصاب بالمرض إذا لم يتأثر أداؤه الدراسي أو صداقاته بهذه السلوكيات.[6]

حتى إذا بدا أن سلوك الطفل يتطابق مع أعراض الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد لا يكون مصابا به بالفعل؛ ويجب أن تولى عمليةالتشخيص التفريقي اهتماما شديدا. يمكن أن تؤدي  ظروف ومواقف أخرى كثيرة إلى استثارة سلوك مشابه للسلوك المصاحب لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. على سبيل المثال، قد تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في المواقف التالية:

حدوث حالة وفاة أو طلاق في العائلة، أو فقدان أحد الوالدين لوظيفته، أو أي تغير مفاجئالإصابة بنوبات مرضية غير متوقعةإصابة الأذن بعدوى والتي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات مؤقتة في السمعمشاكل في أداء الواجب المدرسي نتيجة مواجهة إحدى صعوبات التعلمالقلق أو الاكتئاب[6]عدم كفاية النوم أو النوم بأسلوب غير مريحإساءة معاملة الأطفال

الأرق المرتبط باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفالعدل

يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبات في النوم بمستويات مختلفة، والتي يمكن أن تتراوح بين الشعور بالنعاس أو الاستغراق في النوم لوقت طويل أو النوم نوما عميقا وفي سكون تام دون تقلب (يصنف هذا أيضا كنوع من الأرق المرتبط باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه). فالطفل الذي لم ينل قسطا وافرا من النوم قد يبدأ في المعاناة من مشكلات سلوكية مثل فرط النشاط والعدوانية وقصر فترة الانتباه. ويمكن أيضا أن تكون التقلبات المزاجية مرتبطة بقلة النوم حيث يتسم الأطفال المرهقون بسرعة الانفعال، أو قد يعانون من القلق أو التوتر. بمرور الوقت، قد تسوء الحالة الصحية للطفل/المراهق لأن النوم المتقلب يمكن أن يحد من قدرة الجسم على مقاومة نزلات البرد والأنفلونزا والأمراض المعدية الأخرى. قد يبدأ الأطفال الدخول في صراع حل المشكلات ويمكن أن تتأثر ذاكرتهم كذلك.[7]

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة البلوغعدل

اكتشف الباحثون أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تستمر مع 60% من الأطفال المصابين به حتى مرحلة البلوغ.[8][9] وعلى الرغم  من ذلك، يمارس العديد من البالغين حياتهم دون علاج هذا الاضطراب.[8] وغالبا ما يعيش البالغون  المصابون بهذا الاضطراب دون علاج حياة فوضوضية، وقد يظهروا بصورة غير منظمة، وقد يلجأون للاعتماد على الكحول وتناول عقاقير دون استشارة طبيب لممارسة حياتهم اليومية.[10] وكثيرا  ما يعاني المصابون بهذا الاضطراب من أمراض متزامنة نفسية مصاحبة له مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق أو اضطراب المزاج ثنائي القطب أو تعاطي المواد المخدرة أو صعوبات التعلم.[10] وقد  يؤدي تشخيص حالة البالغين بهذا الاضطراب إلى تمكينهم من تحليل سلوكياتهم بصورة أدق إلى جانب زيادة وعي المصابين به بطبيعة مرضهم والبحث عن وسائل العلاج المناسبة باستخدام آليات الدفاع وأساليب العلاج المختلفة.[9] هناك اختلاف  بين وجهات نظر بعض الخبراء حول ما إذا كان اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يستمر إلى مرحلة البلوغ من عدمه. عقب الإقرار بوجود هذا الاضطراب بين البالغين في عام 1978، أصبح لا يعامل في الوقت الراهن كاضطراب منفصل عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال. ومن العقبات التي تواجه الأطباء عند تقييم حالة البالغين المحتمل إصابتهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي معايير التشخيص غير المناسبة، والتغيرات المرتبطة بالسن، والأمراض المصاحبة له، وإمكانية اختفاء الأعراض وعدم ظهورها إما لارتفاع مستوى ذكاء المصاب به أو لعوامل أخرى قد تحدث في مواقف مختلفة.

الأعراضعدل

نقص الانتباه والنشاط المفرط والاندفاعية هي السمات الرئيسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. هذا ويصعب تحديد أعراض هذا الاضطراب بصفة خاصة نظرا لصعوبة تحديد خط فاصل بين المستويات العادية لنقص الانتباه والنشاط المفرط والاندفاعية والمستويات الأخرى التي تتطلب تدخلا طبيا.[11] لتحديد ما إذا كان الشخص مصابا  باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من عدمه، يحب أن يلاحظ استمرار الأعراض عنده لمدة ستة أشهر أو أكثر في بيئتين مختلفتين، ويجب أن تفوق هذه الأعراض مثيلتها في الأطفال الآخرين في المرحلة العمرية نفسها.[12]

بتقسيم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال إلى فئات، ينبثق ثلاثة أنواع فرعية منه ألا وهي النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه والنوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع والنوع المركب الذي يجتمع فيه نقص الانتباه والنشاط الحركي الزائد والاندفاع معا في آن واحد:[11]:p.4

قد يتضمن النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه الأعراض التالية:[13]

تشتت الذهن بسهولة وعدم الانبتاه للتفاصيل والنسيان والانتقال الدائم من نشاط إلى آخرصعوبة التركيز في أمر واحدالشعور بالملل من أداء نشاط واحد بعد بضع دقائق فقط، ما لم يكن هذا النشاط ممتعاصعوبة تركيز الانتباه على تنظيم واستكمال عمل ما أو تعلم شيء جديدصعوبة إتمام الواجبات المدرسية أو أدائها، وفقدان الأغراض في كثير من الأحيان (مثل الأقلام الرصاص واللعب والواجبات المدرسية) اللازمة لإنجاز المهام أو الأنشطةظهور المريض كأنه لا يصغي عند التحدث إليهالاستغراق في أحلام اليقظة والارتباك بسهولة والتحرك ببطءصعوبة معالجة المعلومات بسرعة وبدقة كالآخرينصعوبة اتباع التعليمات

يتضمن النوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع الأعراض التالية:[13]

القلق والتململ في المقاعدالتحدث بصورة مستمرةالتحرك المستمر في كل مكان، وملامسة أي شيء أو اللعب بكل شيء تقع عليه أيدي المريض.صعوبة الجلوس في سكون أثناء تناول الطعام وفي المدرسة ووقت الاستعداد للنومالحركة الدائمةصعوبة أداء المهام أو الأنشطة بهدوء

وتشير الأعراض التالية أيضا إلى الاندفاع بصفة أساسية:[13]

عدم القدرة على الصبرالإدلاء بتعليقات غير ملائمة وإبداء المشاعر دون ضبط النفس والتصرف دون اعتبار للعواقبصعوبة انتظار حصولهم على الأشياء التي يريدونها أو انتظار دورهم في اللعب

من المحتمل أن يسلك معظم الأشخاص بعضا من هذه السلوكيات، ولكن ليس إلى الدرجة التي تعوقهم بصورة واضحة عن عملهم أو علاقاتهم أو دراساتهم. كما يستمر ظهور المشكلات الأساسية حتى وإن كان ذلك داخل السياقات الثقافية المختلفة.[14]

قد تستمر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى سن البلوغ فيما يزيد عن نصف الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. ويصعب تقدير هذه النسبة حيث لا توجد معايير رسمية لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين.[11] يظل اضطراب فرط الحركة ونقص  الانتباه عند البالغين مقصورا على التشخيص الإكلينيكي. قد تختلف العلامات والأعراض الخاصة بمرحلة الطفولة عن مثيلاتها في مرحلة المراهقة نتيجة لعمليات التكيف وآليات التجنب المكتسبة في أثناء عملية التنشئة الاجتماعية.[15]

أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2009 أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتحركون بصورة زائدة عن الحد لأن ذلك يساعدهم على زيادة فترة التركيز لإنجاز المهمات الموكلة إليهم.[16]

الأمراض المتزامنة مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباهعدل

قد يتزامن مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اضطرابات أخرى مثل القلق والاكتئاب. قد يؤدي اجتماع هذه الاضطرابات معا إلى تعقيد عمليتي التشخيص والعلاج بشكل كبير. هذا وتشير دراسات أكاديمية وأبحاث أجريت في جهات خاصة إلى أن الاكتئاب المقترن باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يبدو أكثر انتشارا بين الأطفال كلما تقدموا في السن، مع العلم بأن معدل انتشاره أعلى بين الإناث عن الذكور. كذلك يختلف من حيث مستوى انتشاره في الأنواع الفرعية من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. من ناحية أخرى، عندما تؤدي حالة اضطراب مزاجي إلى تعقيد حالة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تقتضي الحكمة حينئذ أن يعالج الاضطراب المزاجي أولا، ولكن الآباء الذين يعاني أطفالهم من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يرغبون غالبا في علاجه أولا لأن الاستجابة للعلاج في هذه الحالة ستكون أسرع.[17]

لا تقتصر المشكلات السلوكية التي تطرأ على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على نقص الانتباه و"فرط النشاط الحركي" فقط. فأعراض هذا الاضطراب لا تظهر وحدها إلا لدى الثلث فقط من الأطفال الذين تم تشخيص حالاتهم المرضية على أنهم مصابون به. تتطلب الكثير من الأمراض التي تتزامن مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه برامج علاجية أخرى، بالإضافة إلى أنه يجب تشخيصها بصورة منفصلة عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بدلا من أن تدخل كلها تحت التشخيص بهذا الاضطراب. ومن أمثلة الحالات المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

اضطراب المعارضة والعصيان (35%) واضطراب السلوك (26%) واللذان يتميزان كلاهما بصدور سلوكيات مرفوضة من جانب المجتمع مثل العناد أو العنف أو نوبات الغضب المتكررة أو الخداع أو الكذب أو السرقة[18]. وبطبيعة الحال، يرتبط هذان الاضطرابان باضطراب آخر وهو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؛ حيث يصاب ما يقرب من نصف المصابين باضطراب فرط الحركة واضطراب المعارضة والعصيان أو اضطراب السلوك باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عندما يصلون إلى سن البلوغ.[19]اضطراب الشخصية الحدية؛ حيث أفادت دراسة أجريت على 120 امرأة مريضة نفسيا أن 70% منهن شخصت حالتهن على أنها اضطراب الشخصية الحدية المزامن لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وعولجن منه.[20]اضطراب اليقظة الأولي والذي يتسم بنقص الانتباه وضعف التركيز، فضلا عن صعوبة البقاء مستيقظا. يميل الأطفال المصابين بهذا الاضطراب إلى التململ والتثاؤب والتمدد والتظاهر بالنشاط المفرط من أجل البقاء في حالة انتباه ويقظة.[18]الاضطرابات المزاجية. فمن المرجح أن يعاني الأطفال المصابون بالنوع الثالث من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من اضطرابات مزاجية.[21]اضطراب المزاج ثنائي القطب. يعاني ما يقرب من 25% من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من اضطراب المزاج ثنائي القطب. جدير بالذكر أن الأطفال الذين تتزامن عندهم الإصابة باضطراب المزاج ثنائي القطب مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يكونون أكثر عدوانية وأكثر عرضة للمشكلات السلوكية عن نظرائهم ممن يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فقط.[18]اضطراب القلق، والذي اكتشف انتشاره بين الفتيات اللاتي تعانين من النوع الثاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والذي يغلب عليه نقص الانتباه.[22]الوسواس القهري. يعتقد أن الوسواس القهري يشترك مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في العناصر الوراثية والكثير من الخصائص.[18]

الأسبابعدل

لا يوجد سبب بعينه يمكن أن تعزى إليه الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[23] ولكن،  هناك عدد من العوامل التي قد تسهم في حدوثه أو تفاقمه، وهي تشمل العوامل الوراثية والنظام الغذائي والمحيطين المادي والاجتماعي.

العوامل الوراثيةعدل

تشير دراسات التوائم إلى أن فرط الحركة ونقص الانتباه يعد من بين الاضطرابات الوراثية إلى حد كبير وأن العوامل الوراثية هي سبب الإصابة بهذا الاضطراب في حوالي 75% من الحالات.[2] ويبدو  كذلك أن اضطراب فرط الحركة مرض وراثي في المقام الأول، ولكن هناك أسباب أخرى مؤثرة كذلك.[24]

ويعتقد الباحثون أن الغالبية العظمى من الحالات التي تعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تنشأ عن وجود مجموعة من الجينات المختلفة، والتي يؤثر عدد غير قليل منها في ناقلات الدوبامين. ومن أمثلة الجينات المسؤولة عن الإصابة بهذا الاضطراب مستقبلات الأدرينالين α2A، وناقلات الدوبامين، ومستقبلات الدوبامين D2/D3،[25] وإنزيم الدوبامين بيتا هيدروكسيلاز وإنزيم المونوأمين أوكسيديز A وإنزيم الكاتيكولامين ميثيل ترانسيفيريز ومادة السيروتونين الناقلة المعززة (SLC6A4) والمستقبل 5HT2A والمستقبل 5HT1B[26] والأليل المكرر العاشر للجين DAT1[27]والأليل المكرر السابع للجين DRD4،[27] إضافة إلى جين دوبامين بيتا هيدروكسيلاز (DBH Taql).[28]

يشير الانتقاء الموسع للعينات أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يتطابق مع النموذج التقليدي "للمرض الوراثي" ومن ثم يجب أن ينظر إليه كتفاعل معقد بين عدد من العوامل الجينية والبيئية. فعلى الرغم من أن جميع هذه الجينات قد تلعب دورا، فإنه لم يتم إلى الآن إثبات أي دور رئيسي لها في حدوث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[29]

نظريات حول نشأة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباهعدل

تتعلق نظرية الصياد والمزارع - تلك الفرضية التي اقترحها الكاتب توم هارتمان - بجذور اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وترجح هذه النظرية أن فرط الحركة ربما يكون سلوكا تكيفيا عند البشر في عصر ما قبل الحداثة[30]، وأن سلوك الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يحمل في طياته بعض الخصائص السلوكية القديمة "للصياد" التي كانت تميز المجتمع البشري في العصر السابق لاكتشاف الزراعة. كذا، تشير هذه النظرية إلى أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يكونون أكثر مهارة في جوانب البحث والسعي وأقل مهارة من ناحيتي البقاء في وضع ثابت وإدارة المهام المعقدة بمرور الوقت.[31] خلصت إحدى الدراسات في عام 20066 إلى وجود دلائل إضافية تشير إلى أن فرط الحركة قد يدر فوائد جمة لأنماط معينة من المجتمعات القديمة. في هذه المجتمعات، يفترض أن يتميز المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بكفاءة أكبر في إنجاز المهام التي تنطوي على مخاطرة أو منافسة (كالصيد وطقوس التزاوج، إلخ.)[32]

العوامل البيئيةعدل

أشارت دراسات التوائم حتى الوقت الراهن إلى أن ما يتراوح بين 9% و20% من التباين في السلوك الذي يتميز بفرط النشاط والاندفاع ونقص الانتباه أو ما يعرف بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يمكن إرجاعه لعوامل بيئية (غير وراثية) غير مشتركة.[33][34][35][36] تتضمن العوامل البيئية  المشار إليها تعاطي الكحول والتعرض لدخان التبغ في أثناء الحمل واستنشاق الرصاص من البيئة في المراحل المبكرة من العمر.[37] يمكن أن نعزو العلاقة  بين التدخين واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى النيكوتين الذي يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الجنين في الرحم.[38] ومن المرجح  أيضا أن تقبل السيدات اللاتي تعانين من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على التدخين[39]، مما يعزز من احتمالية إصابة أطفالهن بالاضطراب نفسه نظرا للعوامل الوراثية القوية المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[40] وقد تلعب  المضاعفات التي تحدث في أثناء الحمل والولادة، بما في ذلك الولادة المبكرة، دورا أيضا في الإصابة بهذا الاضطراب.[41] كما لوحظ أيضا ارتفاع معدل  إصابات الرأس عن المتوسط بين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه،[42] إلا أن  الأدلة المتوافرة حاليا لا تشير إلى أن إصابات الرأس هي السبب في حدوث اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الحالات موضع الملاحظة.[43] علاوة على  ذلك، تقترن الإصابة بأمراض معدية في أثناء الحمل، وعند الولادة وفي مرحلة الطفولة المبكرة، بارتفاع معدلات خطورة التعرض لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تشمل هذه الأمراض العديد من الفيروسات مثل (الحصبة والكوليرا والحصبة الألمانية والفيروس المعوي 71)، بالإضافة إلى العدوى ببكتيريا المكورات العنقودية.[44][45]

ربطت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2007 بين المبيد الحشري كلوربيريفوس المكون من الفوسفات العضوي، والذي يستخدم في رش بعض الفواكه والخضروات، وبين تأخر معدلات التعلم، وتراجع التناسق البدني، والمشكلات السلوكية لدى الأطفال، وخاصة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[46]

كذلك، أشارت دراسة أخرى أجريت في عام 2010 إلى وجود علاقة قوية بين التعرض للمبيدات زيادة احتمال تعرض الأطفال لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. فقد قام باحثون بتحليل مستويات مخلفات الفوسفات العضوي في البول لأكثر من 1100 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و15 سنة، ووجدوا أن الأطفال الذين سجلوا أعلى مستويات للفوسفات ثنائي الألكايل، وهو عبارة عن نواتج تحلل مبيدات الفوسفات العضوية، هم الأكثر تعرضا للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. عموما، اكتشف هؤلاء الباحثون زيادة بنسبة 35% في احتمالية الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع كل زيادة تبلغ عشرة أضعاف في تركيز بقايا مبيدات الفوسفات العضوية في البول.   كما لوحظ أيضا وجود تأثير لهذه المبيدات حتى إذا كان مستوى التعرض لها منخفضا للغاية: فالأطفال الذين يظهر لديهم مستوى فوق المتوسط قابل للكشف من مستقلب المبيد الحشري في البول، يكون احتمال ظهور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ضعف ما هو عليه عند الأطفال الذين لديهم مستويات غير قابلة للكشف من المستقلب نفسه.[47][48]

النظم الغذائيةعدل

في دراسة[49] أجراها باحثون في جامعة  ساوثهامبتون في المملكة المتحدة ونشرت في مجلة لانسيت في 3 نوفمبر 2007، لوحظ وجود علاقة بين تناول الأطفال للكثير من الألوان الصناعية التي يشيع استخدامها في المواد الغذائية، ومادة بنزوات الصوديوم الحافظة، وبين فرط الحركة. بناء على  هذه النتائج، اتخذت الحكومة البريطانية إجراءات فورية. وقامت وكالة المقاييس الغذائية، وهي الهيئة المسؤولة عن رقابة الغذاء في المملكة المتحدة، بحث مصنعي المواد الغذائية على التخلص، بمحض إرادتهم، من استخدام معظم الألوان الصناعية في المواد الغذائية تدريجيا بحلول نهاية عام 2009. [بحاجة لمصدر] وبناء على قرار وكالة المقاييس  الغذائية البريطانية، ألزمت المفوضية الأوروبية أي مصنع لمنتجات غذائية تحتوي على أي من "الألوان الصناعية الستة الواردة في دراسة جامعة ساوثهامبتون" بوضع تحذير على عبوة المنتج بحلول عام 2010 [بحاجة لمصدر]، (وهذه الألوان الستة هي FCF أصفر الغروب (E110)، وأصفر الكوينولين (E104)، والكارموازين (E122)، ومادة اللور الأحمر (E129)، والتارترزين (E102)، إضافة إلى المادة الملونة بونشيو (4R (E124.) لم تبذل كثير من الجهود في الولاياتالمتحدة[المرجو التوضيح] للحد من  استخدام مصنعي المواد الغذائية لألوان صناعية محددة، على الرغم من الأدلة الجديدة التي ساقتها الدراسة التي أجريت في جامعة ساوثهامبتون. ومع ذلك، فقد ألزم القانون الفيدرالي الحالي للأغذية والدواء ومستحضرات التجميل[50] مصنعي المواد  الغذائية بالحصول على تصاريح باستخدام الألوان الصناعية في منتجاتهم، وأن يحصلوا على أرقام FD&C من قبل إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، ويجب أن يشار إلى استخدام هذه الألوان على عبوات المنتجات.[51] لذا قد تجد الجملة التالية  مكتوبة على أغلفة المنتجات في الولايات المتحدة؛ "Contains FD&C Red #40"، وهي تفيد أن هذا المنتج يحتوي على لون أحمر صناعي حسب ما جاء في القانون الفيدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل.  

العوامل الاجتماعيةعدل

تذكر منظمة الصحة العالمية أن الإصابة باضطراب  فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن ينجم عن خلل وظيفي أسري أو أوجه قصور في النظام التعليمي وليس ناجما عن أمراض نفسية.[52] بينما يعتقد  باحثون آخرون أن العلاقات مع مقدمي الرعاية الصحية تؤثر بشدة في قدرات الانتباه والقدرات الذاتية على تقييم الخيارات والأفعال. أثبتت دراسة حول الأطفال الذين تمت تربيتهم لدى أسر بديلة إصابة الكثيرين منهم بأعراض مشابهة لأعراض اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه.[53] وقد  اكتشف باحثون أن سلوك الأطفال الذين عانوا من العنف وسوء المعاملة العاطفية يشبه سلوك الأطفال المصابين باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه.[2][54] علاوة على ذلك، قد يترتب على  معاناة المريض من اضطراب ضغط ما بعد الصدمة المركب حدوث مشكلات متعلقة بالانتباه والتي تبدو مثل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[55] وهناك نوع من الارتباط بين اضطرابات  فرط الحركة ونقص الانتباه وبين اختلال التكامل الحسي.[56]

أشارت شبكة CNN في إحدى الفقرات التي أذاعتها في عام 2010 إلى تزايد احتمال إصابة الأطفال الذين يتم تبنيهم على مستوى العالم باضطرابات الصحة النفسية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب المعارضة والعصيان.[57] قد  ترتبط تلك الخطورة بطول الفترة الزمنية التي قضاها الأطفال في دور الأيتام، وخاصة إذا كانوا ضحية للإهمال أو سوء المعاملة. تغمر الكثير من هذه العائلات التي تبنت هؤلاء الأطفال المتضررين مشاعر الارتباك والإحباط، لأنهم يكتشفون لاحقا أن تربية هؤلاء الأطفال قد يترتب عليها مسؤوليات تفوق ما كان متوقعا بالفعل. قد تكون مؤسسات التبني على بينة من التاريخ السلوكي للطفل، ولكنها تقرر حجب هذه المعلومات قبل التبني. وقد أدى هذا بدوره إلى رفع بعض الآباء دعاوى قضائية ضد مؤسسات التبني، وأدى في أحيان أخرى إلى إساءة معاملة الأطفال، وقد وصل الأمر بالبعض إلى التخلي تماما عن الطفل.

تنوع النظام العصبيعدل

يؤكد أنصار نظرية تنوع النظام العصبي على أن التطور اللانمطي (المتنوع) للجهاز العصبي يعد من ضمن الفروق البشرية التي تتفاوت عادة من شخص لآخر مثلها مثل أية فروق بشرية أخرى. يوضح النقاد المتخصصون في الشؤون الاجتماعية أنه بينما يمكن أن تلعب العوامل البيولوجية دورا كبيرا في صعوبات الجلوس في سكون داخل الفصل الدراسي و/أو التركيز في الواجبات المدرسية لدى بعض الأطفال، فإن الأسباب الحقيقية لعدم تطابق سلوكيات هؤلاء الأطفال مع التوقعات الاجتماعية للآخرين قد تكون مختلفة تماما.[58] تشير بعض الآراء إلى ارتباط  الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالناحية الإبداعية للطفل.[59] ومع استمرار الأبحاث  الوراثية في اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه، من الممكن أن تتكامل هذه المعلومات مع علم بيولوجيا الأعصاب لتمييز الخلل الوظيفي عن الصور الوظيفية المختلفة للأفراد الطبيعيين أو حتى الاستثنائيين عبر مقياس القدرة على الانتباه نفسه.[60]

نظرية البنية الاجتماعية المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباهعدل

تنص نظرية البنية الاجتماعية على أن المجتمعات هي التي تحدد الخط الفاصل بين السلوك السوي وغير السوي. وهكذا فإن أفراد المجتمع، بما في ذلك الأطباء والآباء والمعلمين وغيرهم هم الذين يحددون معايير التشخيص التي يتم تطبيقها ومن ثم يمكن تحديد عدد الأشخاص المصابين.[61] يتجلى هذا في الواقع الذي يشير إلى أن ترتيب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية (DSM IV) أعلى منه في الإصدار العاشر من التصنيف الدولي للأمراض (ICD 10) بثلاث أو أربع مرات.[62] وصل الأمر إلى حد أن أعلن توماس زاز،  وهو أحد مناصري هذه النظرية بشدة، أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو مرض "ليس له وجود على أرض الواقع".[63][64]

نظرية الاستثارة المنخفضةعدل

وفقا لنظرية الاستثارة المنخفضة، يحتاج من يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لممارسة نشاط زائد ليكون لهم بمثابة مثير ذاتي نظرا للانخفاض غير الطبيعي للاستثارة في حالتهم.[65][66] تنص هذه النظرية على أن من  يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يمكنهم السيطرة على أنفسهم، ولا يمكن جذب اهتمامهم إلا عن طريق مثيرات بيئية،[65] والتي  تؤدي بدورها إلى تشويش القدرة على الانتباه وتعزيز السلوك الذي يتسم بالنشاط المفرط.[67]

في ظل عدم وجود مثيرات من البيئة، سيعمل الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه جاهدا على إيجاد هذا المثير بنفسه من خلال التجول في كل مكان والتململ والتحدث مع الآخرين، وما إلى ذلك. تفسر هذه النظرية كذلك سر ارتفاع معدلات نجاح الأدوية المنشطة إلى جانب أنه يمكنها أن تحدث أثرا مهدئا من خلال الجرعات العلاجية التي يتلقاها الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. كما أنها تثبت بالبيانات العلمية وجود ارتباط وثيق بين هذا الاضطراب واختلال نسبة الدوبامين - تلك المادة الكيميائية المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية - من ناحية وبين نتائج الأشعة المقطعية المتعلقة بانخفاض المثيرات لدى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من ناحية أخرى.[65]

فسيولوجيا المرضعدل

 

رسم تخطيطي يوضح دماغ الإنسان

تتسم الفيسيولوجيا المرضية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنها معقدة وغير واضحة، وهناك عدد من النظريات المتضاربة في هذا الإطار.[68] تبين  الأبحاث التي أجريت على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه انخفاض حجم الدماغ بوجه عام، ولكن مع انخفاض أكبر نسبيا في حجم القشرة الأمامية الجبهية من الجانب الأيسر. تشير هذه النتائج إلى أن الملامح الأساسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتي تتمثل في نقص الانتباه والنشاط المفرط والاندفاع قد تعكس وجود خلل وظيفي في الفص الجبهي، ولكن هناك أجزاء أخرى في الدماغ تتأثر بهذا الاضطراب وخاصة المخيخ.[69] لم تسفر الدراسات المعتمدة  على التصوير العصبي للحالات المصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن نتائج واحدة دائما، واعتبارا من عام 2008 أصبحت هذه الدراسات تستخدم فقط لأغراض البحث لا للتشخيص.[70] في عام 20055، خلص استعراض للدراسات المنشورة التي تناولت كل من التصوير العصبي وعلم الوراثة النفسي العصبي والكيمياء العصبية إلى وجود دلائل مشتركة ترجح أن هناك أربع مناطق عصبية أمامية في المخ متصلة مع بعضها تلعب دورا في الفسيولوجيا المرضية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهذه المناطق هي: القشرة الأمامية الجبهية الجانبية والقشرة الحزامية الأمامية الظهرية، والنواة المذنبة واللحاء.[71]

ذكرت إحدى الدراسات أن تأخرا في نمو أنسجة معينة في الدماغ بمتوسط ثلاث سنوات قد لوحظ بين مرضى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ممن هم في سن المدرسة الابتدائية. وأبرز منطقتين حدث فيهما هذا التأخر هما القشرة الأمامية والفص الصدغي واللذان يعتقد أنهما المسؤولان عن القدرة على التحكم في السلوك والتركيز. في المقابل، لوحظ نمو القشرة الحركية لدى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بمعدل أسرع من المعدل الطبيعي. وبالتالي، يحدث عندهم التململ الذي يميز هذا المرض والذي ينجم عن كل من النمو البطئ للتحكم السلوكي والنمو الحركي السريع.[72] الجدير  بالذكر أن الأدوية المنشطة نفسها قد تؤثر في عوامل نمو الجهاز العصبي المركزي.[73]

لوحظ في الدراسة نفسها في وقت سابق ارتباط أحد أشكال جينات مستقبلات الدوبامين D4 ألا وهو الأليل المكرر السابع - وهو المسؤول عن انتقال الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالوراثة بنسبة 30% - بانخفاض سمك قشرة الدماغ من الجانب الأيمن بشكل غير طبيعي: على الرغم من ذلك، فإن هذا الجزء الرقيق يستعيد سمكه الطبيعي في مرحلة المراهقة عند هؤلاء الأطفال، بل وتتحسن حالتهم إكلينيكيا، وذلك مقارنة بأشكال الجينات الأخرى الموجودى لدى مرضى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[74]

إضافة إلى ذلك، أثبت صور أشعة باستخدام تقنية التصوير بالإشعاع الفوتوني المقطعي SPECT ضعف الدورة الدموية لدى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (مما يشير إلى انخفاض النشاط العصبي)،[75] إضافة إلى ارتفاع تركيز  ناقلات الدوبامين بشدة في الجسم المخطط بالدماغ والمسؤول عن التخطيط للمستقبل.[76][77] تشير  إحدى الدراسات التي أجريت في مختبر بروكهافن الوطني التابع لوزارة الطاقة الأمريكية بالتعاون معكلية طب ماونت سيناي في نيويورك، إلى عدم  وجود علاقة بين مستويات ناقلات الدوبامين واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وأشارت إلى أن الذي يحدد هذا الاضطراب هي قدرة المخ على إنتاج ناقلات عصبية تشبه الدوبامين. وقد أجريت الدراسة من خلال حقن 200 شخصا مصابا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه و25 شخصا آخرين يمثلون المجموعة الضابطة بمادة مشعة تربط نفسها بناقلات الدوبامين. وقد كشفت الدراسة أن مستويات الناقلات ليست هي المسؤولة عن تحديد وجود إصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بل الدوبامين نفسه. وقد لوحظ انخفاض مستوى الدوبامين لدى الأفراد جميعهم الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ورأى القائمون بالدراسة أن عدد ناقلات الدوبامين في المخ ليس هو العامل المحدد، وذلك لانخفاض مستويات الدوبامين الأولية لدى الحالات المصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تأييدا لهذه الفكرة، وجد أن حمض هوموفانيليك في البلازما، وهو أحد مؤشرات مستوى الدوبامين، يرتبط ارتباطا عكسيا ليس فقط بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذي يصيب الأطفال لدى المرضى النفسيين البالغين، ولكن أيضا "بصعوبات التعلم في مرحلة الطفولة" لدى الحالات السليمة كذلك.[78] بعد تتبع لمسار  الدوبامين، وجد أن آلية "المكافأة" البيوكيماوية تنجح لدى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فقط إذا كانت المهمة المعنية محفزة لهم بطبيعتها؛ حيث يؤدي انخفاض مستويات الدوبامين إلى رفع الحد الأدنى الذي يمكن الشخص من المحافظة على التركيز في إحدى المهمات، وإلا سيعتبر الشخص أن تلك المهمة مملة ولا تستحق العناء.[79] خلصت الدراسات القائمة على التصوير العصبي أيضا إلى أن مستوى الناقلات العصبية (مثل  الدوبامين والسيروتونين) في الشق التشابكي ينخفض في فترات الاكتئاب.[80][81]

وفي إحدى دراسات المسح الذري التي أجراها ألان جيه زامتكين وآخرون في عام 19900، وجد أن  مستوى أيض الجلوكوز الكلي في المخ كان أقل بنسبة 8% في البالغين الذين لا يتناولون أدوية نفسية، والذين كانوا شديدي النشاط منذ الطفولة.[82] أثبتت الدراسات التالية أن العلاج  المستمر بالمنشطات كان له تأثير طفيف على الأيض الكلي للجلوكوز،[83] ومن ناحية أخرى، فشلت دراسة أخرى أجريت على الفتيات في عام 19933 في إثبات انخفاض مستوى أيض الجلوكوز الكلي، لكنها اكتشفت فروقا مهمة في أيض الجلوكوز في 6 مناطق معينة من أدمغة الفتيات المصابات باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما كشفت الدراسة أن الفروق في منطقة محددة من الفص الأمامي كانت مقترنة إحصائيا بحدة الأعراض.[84] لم تنجح دراسة أخرى أجريت في عام 19977 أيضا في إيجاد اختلافات كلية في أيض الجلوكوز، لكنها وجدت بالمثل اختلافات في مستوى تطبيع الجلوكوز في مناطق معينة من الدماغ. كما أشارت الدراسة التي أجريت في عام 1997 إلى أن النتائج التي توصلت إليها كانت مختلفة بعض الشيء عن نتائج الدراسة التي أجريت في عام 1993، وخلصت إلى احتمالية أن يكون النضج الجنسي لعب دورا في هذا التباين.[85] لم تحدد إلى الآن مدى أهمية البحث الذي أجراه زامتكن ولم تتمكن مجموعته أو أي فرد آخر من تكرار نتائج الدراسة التي أجريت في عام 1990.[86][87][88]

يؤكد بعض النقاد، مثل جوناثان ليو و دافيد كوهين، الذين يرفضان توصيف فرط الحركة ونقص الانتباه كنوع من الاضطراب، على أن ضوابط استخدام الأدوية المنشطة ليست كافية في بعض الدراسات الحجمية لفص المخ مما يجعل من المستحيل تحديد ما إذا كان اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه نفسه أو الدواء النفسي الذي يستخدم لعلاجه هو المسؤول عن انخفاض نسبة السمك الملاحظ[89] في  بعض مناطق الدماغ. في حين أن الدراسة الرئيسية استخدمت مجموعات ضابطة متساوية في العمر، إلا أنها لم تقدم معلومات عن طول ووزن الأفراد موضع الدراسة. تشير بعض وجهات النظر إلى أن هذه المتغيرات يمكن أن تكون هي السبب في الاختلافات الموضعية في حجم الدماغ وليس اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.[90][91] وتشير هذه الآراء إلى  أن العديد من الدراسات المعتمدة على تصوير الأعصاب مبسطة بصورة أكثر من اللازم من الجانبين العام والعلمي ولها ثقل لا مبرر له على الرغم من أوجه القصور التي شابت المنهجية التجريبية لتلك الدراسات.[90]

التشخيص

إدارة الاضطراب

المردود العلاجي المتوقع

معدلات انتشار المرض

تاريخ المرض

المجتمع والثقافة

آراء متباينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق