فجر اليوم خرجتُ من غرفتي بالفندق في إحدى الجزر الملغاشية ونزلت للتنزه فوق رمال الشاطئ الذهبية،وبينما أنظر للأشجار وللقردة فاجأني شخصٌ مألوف عندي،أعرفه جيّداً،لم يكن سوى «محمد خويانا» كما يصفه البيضان،والبيضان هم الصحراويين ذوي البشرة البيضاء،هناك البيضان وهناك الحرطانيين،الحرطانيين هم زنوج الراشدية وورزازات الذين يبيعون الحمص والزريعة وكاوكاو وزنوج موريتانيا ذوي الأصول الحبشية الذين يتاجرون ويمارسون مهنة خياطة وصناعة الفوقيات هنا بالصحراء..
صافحني وقال: ماذا تفعلُ هنا يا رجل؟
فقلت له: أربي واش أنت هو سيدنا اللينصروا؟
فقال: نعم أنا هو محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن...بن جد الرسول عبد المطلب؟
فقلت له: تباً يا رجل...أشهاد الحوايج لابس؟
فقال: أووووه فاك يووو حسن،أي لوڤ لا موض،أي لوڤ فايشن،أي لوڤ لوكشيوري كلوثس..!
فقلت له: مي ثووو،بات أي دونت هاڤ موني!؟
فقال: أوووه نوووو،متقولش ليا أنت مغربي مزلوط جيتي سياحة لهاد الجزيرة!؟
فقلت له: بأبي أنت وأمي يا سليل عائلة الرسول،أنا زعيم المزاليط،أنا الذي أكل الحصى والحشرات والخنفساء في طفولته،أنا الذي لم يتناول طوال حياته ماكدونالدز ولا كنتاكي ولا كندير بوينوو..
فبكى الملك وقال: مسكين والله حتى كتقطعو انتما المزاليط فالقلب،عطيناكم قفة رمضان ومدارت معاكم والوو،درنا ليكم التنمية البشرية وما قصات معاكم والوو،درنا ليكم مؤسسة محمد الخامس للتضامن وما نفعات معاكم بوالوو،واش بغيوني نعطيكم الفوسفاط وإتصالات المغرب وووافابنك؟
فقلت له:يا أمير المؤمنين،والله الذي لا رب سواه،ما أريد ولا أسعى خلف كل ما ذكرته،إنني ذو مطلبٍ واحد لا ثالث ولا آخر بعده،أن تتوسطوا لي مع قنصلية إيرلندا للحصول على تأشيرة الإقامة هناك مدى الحياة..
غضب الملك وقال: إما أن تكون مغربياً أو عكس ذلك،إما أن تكون معنا أو ضدنا،حب الأوطان من الإيمان،الوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه..
فقلت له: صحيح سيّدي الملك،لا أستحق العيش في وطن لا يحميني ولا يحمي حقوقي..
فأستشاط الملك غضباً وصفعني: إخرس أيها الگربوز وإلا سأمر حرسي الخاص برميك وسط البحر وأهجر جزيرتي حالاً ثم أنصرف...
وبينما أسير تائهاً وسط الجزيرة فإذا بوزير الداخلية والقوات المساعدة تحاصرني فأنهالت علي بالرفس والسحق وأطلقتُ صرخةً قويةً جعلت الجيران يعتقدون أنني قتلتُ ربيعة فبدأوا يطرقون الباب،فأخبرتهم ربيعة أن الأمر مجرد كابوس مرعب حدث لي بسبب الإسراف في التفكير في إيرلندا..
فاللهم لا تجعل الملك يغضب علينا ولا تجعل الأقدار ترمي بنا في مدغشقر ولا تسلّط علينا وزراة الداخلية والمخازنية،إنك سميع مجيب الدعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق