كيف تستخدم طريقة SWOT في اختيار الكُليِّة الأنسب لك؟
لينـا العطّار،في:الدراسة الجامعية
2017/07/19 - منذ شهرين ، آخر تحديث: 2017/07/19
3
نصاب بالحيرة حين نصل إلى المرحلة التي سيكون علينا من خلالها تقرير مصيرنا القادم، إلى مفترق الطرق الذي سيجعلنا نختار هذا الفرع للدراسة أم ذاك … تلك المهنة المربحة أم المريحة والفارق حرف لكنه كبير جدًا، فليس كل مهنة مربحة مريحة حتمًا، بالمقابل إذا كنت تحب ما تعمل وتستمتع به وتشعر بحالة من الشغف حياله، وأنّه المكان المناسب لك في هذه الحياة ولو أعطوك خيارًا عشرات المرات لتغير مصيرك لم تكن لتختار غيره، فإنّك ستكون قادرًا على الحصول على الربح من خلاله وكسب عصفورين بحجر واحد …
ولكن كيف يمكن الوصول لهذه الحالة من الشغف والمتعة في العمل والدراسة؟ وهل هي حقيقية أم أنّها ضرب من الخيال المبالغ فيه من مدربي التنمية البشرية، أو أولئك المتحذلقين الذين لا ينفكون يتحدثون بالمثاليات والمدينة الفاضلة، حيث كل شيء يسير على ما يرام!
الحقيقة أنّ الأمر شبه معقول وتستطيع الوصول له من خلال القيام ببعض الخطوات قبل الإقدام على أي أمر أو خطوة كبيرة في مستقبلك العلمي والمهني، معرفة نفسك أولًا وقبل كل شيء هو الأهم، وتحديد أهدافك الكبرى في الحياة وأولوياتك التي تسير وفقها وتقوم بأعمالك ومهامك تبعًا لها.
SWOT هي إحدى الطرق التي تستخدمها الشركات بشكل عام والأشخاص بشكل خاص؛ كي يقوموا بتحليل الظروف الداخلية والخارجية التي تواجههم، وتقييم الوضع إذا كان مناسبًا للإقدام على أي خطوة، أم التوقف وإعادة الحسابات من جديد.
يتضمن تحليل SWOT جزأين: داخلي وخارجي
الجزء الداخلي
حيث يتعرض للعوامل على المستوى الشخصي والداخلي فيك…
Strength نقاط القوة
تتضمن نقاط القوة المهارات التي تجيدها والتي تساعدك في دراسة فرع ما، المعدل الذي حصلتَ عليه في الثانوية العامة، ميولك الخاصة ونوع الذكاء الخاص بك.
قدرتك على القيام بعمل ما أكثر من غيره والاستمتاع به والإبداع فيه.
Weaknesses نقاط الضعف
تلك المادة التي لا تجيدها، أو ذاك الفرع الذي لا تطيق سماع اسمه … الرغبة الكبيرة في ألّا تكون تلك مهنتك مستقبلًا كما كان فلان وفلان من الناس، كما تكون رغبة الكثيرين الذين ولدوا ليجدوا أنفسهم في عائلة كاملة من التجار أو المعلمين أو الأطباء، فزاد نفورهم من هذه المهنة، حتى بعض المهارات التي تنقصك تعتبر من نقاط الضعف.
نوع الذكاء الذي لا تتمتع به والذي تعرف أنّك مهما بذلت من الجهد فيه فلن تبدع أو تكون جيدًا فيه، فأنا أعرف منذ زمن أنّي لا أجيد الرسم على الإطلاق مما جعلني أشطب كلية الهندسة المعمارية من قائمة الخيارات منذ البداية، وأتجه إلى فرع آخر لا أعرف عنه الكثير لكن أعرف أنّي قد أكون جيدة فيه.
ستجد أنّ كلا الأمرين السابقين يعتمدان على مدى معرفتك بنفسك، وهذا ليس بالأمر السهل حقيقةً، فلن تعرف مثلًا أنّك لا تحب الرسم ولا تملك موهبة الرسم مالم تجرب أن تمسك ورقة وقلمًا وتجرب، ولن تعرف أنّك تستمتع بالقيام بالحسابات التجارية حتى تكون مسؤولًا عن حسابات محل بسيط أو شركة بسيطة وتقوم باستلام زمام الأمور ببراعة ومهارة وتتعلم هذا بسرعة.
لذلك أقول لك لا تخف من تجربة كل ما تجده أمامك، لا تتردد في خوض أي تجربة بسيطة طالما أنّك لا تعرف بعد نقاط قوتك وضعفك الخاصة، حتى تجد أنك قادر على الإمساك بورقة وقلم وكتابة نقاط القوة والضعف بوضوح.
تكمن الخطوة التالية في معرفة كيفية استغلال نقاط القوة لصالحك، وتقوية نقاط الضعف في الأمور التي تستطيع التدرب عليها.
الجزء الخارجي
يبحث في العوامل الخارجية والتي لا يد لك فيها، والتي عليك أن تتعلم كيف تستغلها وتسيرها لصالحك، وكيف تقاوم السلبية منها وتواجهها.
Opprtunities الفرص
هل تملك فرصة للدراسة في الخارج في جامعة مرموقة؟ أو ربما لديك منحة ما للتحضير للدراسات العليا في مجال دراستك، أو أنّك تعرف الكثير من الأشخاص في مجال معين سيكونون عونًا لك وسندًا كبيرًا في مسيرتك المهنية.
كل هذه وغيرها تعتبر من الفرص المتاحة التي عليك البحث عليها جيدًا بمنظار مكبر للغاية، واقتناصها ببراعة وعدم إضاعتها بما يتناسب مع الأهداف التي تريدها.
Threats المخاطر أو التهديدات
قد ترغب في دراسة فرع ما ليس فيه الكثير من فرص العمل لاحقًا أو بالعكس، خريجو الجامعة من هذا الفرع بالألوف وسيكون من الصعب عليك أن تجد عملًا بين هؤلاء. هذا العمل الذي تحبه لا يناسب المجتمع الذي تعيش فيه، أو ربما هم لا يقدّرونه ولا يعطونه الأهمية التي تعطيها له، وبالتالي سيكون الإحباط مصيرك ولن تجد النجاح الذي تطمح إليه …
الجامعة التي أتيحت لك الدراسة فيها غير جيدة ولا تؤهل خريجيها للعمل بشكل جيد، أو أنّ عائلتك لا تملك المال الكافي لإرسالك إلى المدينة التي تتواجد فيها الجامعة، وتحمّل نفقات إقامتك ودراستك وهذا ليس بالأمر الهين.
كل هذه أمور لا يد لك فيها ولا تملك في وجودها أي سبب. لكنك ببعض الذكاء وبعض الدهاء تتجاوز الكثير منها، وتحويل تلك المخاطر والتهديدات إلى فرص كبيرة ونقاط قوة لصالحك فيما بعد.
لن أقول أنّ SWOT طريقة دقيقة جدًا في تحديد الأولويات والفرص المناسبة لقدراتك، لكنها تساعد كثيرًا في جعلك تحدد نقاط القوة والضعف عندك، وكخطوة قادمة تضع خطة للاستفادة من نقاط القوة وتقوية نقاط الضعف، تعرف الفرص المتاحة أمامك والتي تملكها لاستغلالها، وأيضًا المخاطر لتلافيها أو إيجاد حل لتحويلها إلى فرصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق