الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

كيف تحافظ على حماسك المشتعل طوال العام الدراسي

كيف تحافظ على حماسك المشتعل طوال العام الدراسي

الزمن نسبي إلى حد كبير، فبينما تكون أيام الدراسة والمدرسة وساعات الامتحان سنوات طويلة من العذاب والانتظار، تمر العطلة الصيفية التي تقلصت كثيرًا بسرعة الضوء ولا يكاد الطالب يشعر بأنّ الامتحان انتهى ويزيح عن كاهله عناء النتائج، حتى يبدأ الحديث عن العام الدراسي الجديد والتحضيرات له، المواد التي سيأخذها والأصدقاء الذين اشتاق لهم، لكنه يفضل لو كان هذا اللقاء اليومي بعيد عن جو الدروس والانضباط المفروض عليهم وعبء المذاكرة والحفظ.

يبدأ البعض عامه الدراسي بحماس هائل حتى أنّه قد يحضر مستلزماته قبل البدء بأسبوع أو أكثر ويحضر الكتب ويبدأ بقراءتها، هذا لو لم يكن يدرس في الصيف كتقوية للمرحلة المقبل عليها، وتبدأ الاستعدادات النفسية مبكرةً ويهيئ غرفته، وتبدأ العائلة بالتحضير المعنوي من خلال تكثيف أوقات الخروج والنزهات والسماح له بالخروج مع الأصدقاء للتسلية مع إرفاقها بعبارة (المدرسة اقتربت وهي آخر مرة تخرج بها).

ويدخل المدرسة بروح معنوية عالية للغاية وهمة لا نظير لها وكراسات يدوّن عليها ما يقوله الأساتذة حرفيًا، ويعود لينهمك بحل الواجبات ومذاكرة ما أخذ وتحضير دروس اليوم التالي، وأقصى ما يمكن أن يستمر هذا الحال هو أسبوعين كاملين، ثم يبدأ الحماس بالخفوت تدريجيًا ويبدأ الإهمال وتتراكم الواجبات والدروس، ويبدأ الطالب بعزف موال الملل والشكوى من المدرسة والتذمر المستمر من الجميع فيها.

وهذا طبيعي بعد استهلاك طاقة الطالب كلها التي اختزنها من العطلة الصيفية في البداية دون إعطاء نفسه بعض الوقت كي يعود ويختزن المزيد منها … فالمركبة إن تركتها مرتاحة ومليئة بالوقود ثم قدتها بأقصى سرعة ستتوقف بعدها، ولن تستمر مالم تقم بتعبئتها من جديد … فكيف تعيد ملء خزان حماسك من جديد؟

لا تنقطع عن العالم الخارجي دفعة واحدة

يعيش الطالب حالة درامية غريبة قبل بداية العام الدراسي، ويبدأ بوضع منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وصور تعبر عن الحزن والأسى الذي يعيشه في انتظار بدء الدراسة، ويودع أصحابه ويوصي بأملاكه أقصد صفحته! وهو يطلب من الجميع أن يدعو له ويذكره بخير كأنّه مسافر إلى جزيرة معزولة ليعيش فيها وحده، ثم لا يلبث أن يملّ هذا الانقطاع ويسأم من الوحدة ويعود إلى نشاطاته الاجتماعية بكثافة أكبر من الأول لتعويض مافاته مثل المدمن الذي يحاول التخلص من هذا الإدمان بالانقطاع دفعة واحدة، فلا يحتمل ويعود لما كان عليه بشكل أسوأ من الأول …

الحياة الاجتماعية يجب أن تستمر والدراسة لا تمنعك من ممارسة وجودك ككائن اجتماعي بطبعه كما يحب علماء الفلسفة تسمية الإنسان، فلا تغلق حسابك على الفيس بوك ولا تنقطع عن زيارة أرحامك وأقاربك والتواصل مع أصدقائِك خارج المدرسة، فكل هذا مهم للإبقاء على توازنك النفسي.

احتفظ بوقت لنفسك ومارس هواياتك المحببة

غالبًا ما تكون المذاكرة والدروس أمورًا إجبارية وليست اختيارية، وتُفرض على الطالب فرضًا دون أن يملك أن يعترض أو يختار المنهج بنفسه على حسب ما يريد، لذلك في هذه الحالة من المفيد جدًا أن يروح عن نفسه ويحتفظ بوقت خاص يقوم به بالأمور المحببة له، والتي يبدع فيها ويستمتع بالقيام بها فهي تفيد كثيرًا على المستوى النفسي، وتساعد على رفع المعنويات واستعادة الطاقة المبذولة في المذاكرة.

ادرس بطرق متنوعة … للمرة العاشرة

أعتقد أنّي أعيد هذه النصيحة في كل مقال، لا تدع مذاكرتك تقتصر على طريقة واحدة واستخدم طرقًا متعددة في المذاكرة من الخرائط الذهنية إلى التكرار الذي تعرفه، البطاقات التي يمكن أن تكتب عليها كلمات اللغة الجديدة مع معانيها وتعلقها أمامك لتراها باستمرار، وحتى مشاهدة بعض الفيديوهات التعليمية يفيدك كثيرًا في فهم وحفظ ما أخذته وترسيخه بعقلك.

لا للعشوائية

جدول الحصص لم يوجد لغير سبب، فالعشوائية في المذاكرة هي أكبر أعدائها وأسوأ ما يمكن أن يجعل ساعات مذاكرتك تذهب هباءً منثورًا، فلا تضع أمامك على المكتب كل الكتب دفعة واحدة وتفتح كتابًا كل ربع ساعة تقرأ منه بضع كلمات، فلا تفهم شيئًا لتنتقل إلى التالي فتحاول حل الواجب فيه فتقف عند بعض المسائل، فتقرر أنّها مادة صعبة ومستحيلة والأستاذ لا يفقه شيئًا، ومن يضع المناهج يصر على تعجيز الطلاب فتغلقه وتنتقل للتالي وأنت تشعر بنقمة كبيرة على المدرسة وكل المذاكرة! …

الالتزام بجدول الحصص المدرسية يساعدك على معرفة ماعليك، فلا تضع غيره أمامك ولا تبدأ بمادة حتى تنهي مادة أخرى أو تعجز عنها وتملّ منها، اجعل أوقات المذاكرة مقسمة كالآتي: (50 دقيقة مذاكرة – 10 دقايق استراحة) تجعل فيها هذه المدة لمادة واحدة كي تستطيع الحفاظ على تركيزك دون تشتت.

استمتع بأيام الدراسة بدلًا من أن تقول لاحقًا الله يرحم أيام المدرسة

ستنتهي المدرسة أو تتخرج من الجامعة وتدخل سوق العمل، وتطحنك الحياة حتى أنّك قد لا تجد مجالًا للابتسامة في يومك أو محادثة عائلتك، وتلتقي بأحد أصدقائك من أيام الدراسة صدفة، ويغرقك الحنين إلى تلك الأيام التي كنت تعتقد أنّ أسوأ شيء فيها هو أن يكتشف الأستاذ أنّك لم تكتب الواجب أو يراك وأنت تأكل في الفصل! … وتضحك على تلك المواقف التي ربما بكيت منها في ذلك اليوم، فحاول أن تستمتع بكل لحظة تقضيها في المدرسة وكل موقف ممتع أو مقلب تقوم به مع أصدقائِك، كل فشل هو طريقك للنجاح وليس نهاية العالم وكل علاقة جيدة بمدرسيك هي علاقة تدوم إلى الأبد لا يمكن أن تنساها مطلقًا، وتترك في ذاكرتك ووجدانك أثرًا عميقًا أكثر مما تتخيل بكثير، فكل ما ستكون عليه في المستقبل هو نتاج ما تفكر فيه وتفعله الآن.

المصدر: اراجيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق