امي هي العيد في يوم عيدها

Nordine Lazrak

امي هي العيد في يوم عيدها..
الى من حملتني وهنا على وهن ...
الى من عانت الام المخاض لترى النور من عينيها عيني..
الى من ارضعتني درس الحياة ومغزاها...وروتني من جرع الاخلاق مكارمها ..
الى من جعلت مني بستانها ... وزرعت في سنابل التواضع .. وفسيلة الاخاء...وانبتت على جوانبي ورود الاحسان والمحبة...
الى من تتمدد الجنة تحت قدميها..
ويبزغ الفجر من عينيها..
و ترتوي الدنى وجودا من شفتيها ...
وتتفتح الورود من حمرة خديها ... 
وتنحني الجبال الشوامخ سجودا على جبينها...
الى من اقتطعت من لحظاتها عمرا لتصنع مني ما اناه اليوم... 
الى سيدة النساء التي لم تعرف الكتابة والقراءة ... 
وعلمتني ابجدية الكون ومنبع العلم وصياغات القيم...
الى امراة تبكي الليل طوله ونصبح ابتسامتها مشرقة في وجهي...
الى امراة اقتطعت من لحمها واشبعت سغبي...
الى امراة ادمعت اعينها وروت عطشي..
وسلخت جلدها لتخيط منه جوارب حفاي.. 
هي المراة التي باعت حقها في الضوء، في الشمس ، في القمر واشترت لعبي...
الى سيدة النساء ..
تلك التي هي كل النساء وكل النساء لسن هي.. 
الى نبض القلب ..وبؤبؤ العين...وصعود النفس..
الى امي انزل راكعا لتقبيل يديها واخر ساجدا لتقبيل قدميها ..واعلن للكون اني صنيعة يديها 
امي .. هي العيد في في كل الايام .. 
هي العيد في يوم عيدها