الأحد، 26 مارس 2017

23 مارس 1965  تاريخ المغرب الدي لم يدرس

23 مارس 1965 
تاريخ المغرب الدي لم يدرس في المدارس و الجامعات . صفحة الماضي الملوث بانتهاكات حقوق الإنسان وسنوات الجمر في تاريخ المغرب المعاصر.
في 19 فبراير 1965 وبعد تسريب قرار عبر منشور صدر من قبل وزير التعليم يوسف بلعباس ، بطرد التلاميذ من المدارس والثانويات، وحرمانهم من اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا . كان القرار الذي اتخذته الحكومة في تلك الفترة كتطبيق للتصميم الثلاثي بشأن التعليم ، حيث اتخذت إجراءات تقضي بأن يطرد من المؤسسات التعليمية التلاميذ البالغون من العمر 15 سنة من السنة الأولى والبالغون من العمر 16 سنة من السنة الثانية والبالغون 17 سنة من السنة الثالثة . بحيث أن التلاميذ الذين لم يتمكنوا من الإلتحاق بالتعليم الإبتدائي أو الثانوي في السن المحدد لظروف ما، أصبحوا مهددين بالطرد.
في المرحلة التي كانت الشبيبة المدرسية مسيسة وكان نشطاؤها مؤطرون من طرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب العتيد آنذاك ( أ.و.ط.م)، الواقع تحت تأثير حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. حيث قام هدا الاخير بتشجيعهم على التصدي للمذكرة الوزارية . 
لم تقتصر موجة الغضب على مدينة الدار البيضاء فقط ، فقد همت كل من فاس ،اسفي ،مراكش والرباط . لم تشكل موجة الغضب هاته ثورة بالمعنى الثقافي للكلمة بل كانت انتفاضة جاءت على اثر عدة ضغوطات و شعور عميق بالاحباط واليأس. كانت هده الايام المعنى الحقيقي لسنوات الرصاص حيث فقد المغرب شباب في عمر الزهور دفنو في مقابر جماعية لم يعرف لاغلبها مكان . انتهت المواجهات بحصيلة قتلى وصلت الى 5000 رغم تصريح الدولة بان عدد القتلى لم يتعدى العشرات...في تجاهل تام للاحداث من طرف الاعلام الرسمي ، وتعليق عدد من الاقلام الحرة ، وغياب التحقيق و المحاسبة و استمرار المسؤولين في مناصبهم .
خرج الملك الحسن الثاني بعد الاحداث بخطاب يتهم فيه المدرسين باشعال نار الفتنة ، و قام بعد شهرين بتعليقه للدستور و حله للبرلمان باقامة حالة استثناء حيث اصبحت جميع السلط في يده . وياتي بعدها و في اكتوبر من نفس السنة اختطاف و اغتيال الشهيد المهدي بن بركة .
مازالت الدولة بطريقة او باخرى تنهج نفس السياسة رغم توهمنا بتغيير مزيف كان بعد حركة 20 فبراير التي انتهت تقريبا بعد الخطاب الملكي، ثم الدستور.
واليوم ها نحن نشرب من نفس كاس السنوات المسكوت عنها ، نتجرع مرارة انهيار المنظومة التعليمية التي راح ضحيتها شباب من هدا الوطن الدي اعتاد هدر دماء ابناءه حيت التلاميد و الطلبة مجرد فئران تجارب . 
#تاريخنا_فخرنا
شيماء عابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق