نظرية المعرفة أو عِلْمُ المَعْرِفِيَّات أوالإبيستيمولوجيا [ملاحظة 1] هي فرع من فروعالفلسفة تهتم بطبيعة ومجال المعرفة، أو نظرية المعرفة العلمية وتعنى البحث فى إمكان المعرفة ومصادرها وطبيعتها. فالبحث فى إمكان المعرفة يتضمن النظر فى إمكان الوجود أو العجز عن معرفته، وفيما إذا كان فى وسع الإنسان عن طريق العلوم المختلفة أن يدرك الحقائق اليقينية وأن يطمئن إلى صدق إدراكه وصحة معلوماته أم أن قدرته على معرفة الأشياء مثار للشك وعدم اليقين. والبحث فى مصادر المعرفة يتعرض للنظر فى منابعها وأدواتها ومناهج البحث فيها المنهجية ومدى مقدرة هذه المناهج على ضمان سلامة التحصيل المعرفي. وهي تحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي المعرفة؟ كيف يمكن امتلاك المعرفة؟ وما هو مدى المعرفة بموضوع ما؟ يركز البحث والنقاش في هذا المجال على تحليل طبيعة المعرفة ومدى إرتباطها بمفاهيم الحقيقة والإيمان والتبربر.
التسميةعدل
في اللغة الإنكليزية تستعمل كلمة إبيستيمولوجي (Epistemology) ، للدلالة على علم المعرفة. وهي مؤلفة من جمع كلمتين يونانيتين : epistemeبمعنى: معرفة، وlogos بمعنى دراسة؛ فهي إذا، عند الغرب، دراسة نقدية للمعرفة.
أما في العربية، فاختلف العلماء على استعمال كلمة علم كبديل عن المعرفة وخاصة عند الأشاعرة. فعرفهالباقلاني الأشعري أنّ حد المعرفة هو معرفة العلوم وصنفه إلى علمين: علم قديم هو علم الله وعلم محدث وهو مكتسب عن طريق التعلم.
قضايا نظرية المعرفة عند العربعدل
اهتم العديد من العلماء العرب والمسلمين بنظريات المعرفة ومن أشهرهم المعتزلة والأشعرية وابن سينا وابن رشد والغزالي. ويمكن تقسيم قضايا نظرية المعرفة الإسلامية إلى ستة قضايا مع أن العلماء المسلمين لم يجمعوا عليها كلهم. وهذه القضايا الستة هي:
القضايا الأولية: التي نسلم بها وبصدقها ويقينها ولا نكتسبها ولا تحتاج لبرهان.القضايا التجريبية: وهي إحكام إدراك الحواس.قضايا الاستبطان: أي المعرفة والملاحظة الذاتية للأفكار والأحاسيس العقلية مثل الجوع والألم.القضايا المقبولة: وهي الأحكام التي يكون عليها إجماع.القضايا الأخلاقية: وهي المتفق عليه من القيم.البراهين والاستدلالات: وهي المعرفة التي تستنتج من خلال استعمال الملكة الفكرية.
نظرية المعرفة عند الغربعدل
تعتبر نظرية المعرفة إحدى المباحث الكبرى في الفلسفة التي تدرس طبيعة وشروط تشكل المعرفةالمعرفة، المصطلح بحد ذاته معرفة، يعتقد أن من صاغه هو الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فريدريك فيرير.
يعرفها لالاند في معجمه الفلسفي بأنها فلسفة العلوم، وهي تختلف بهذا عن الدراسة الوصفية لمناهج العلوم (ميثودولوجيا)كما أنها ليست حدسا للقوانين العلمية لأن الايبستمولوجيا تدرس بشكل نقدي مبادئ كافة أنواع العلوم وفروضها ونتائجها لتحديد أساسها المنطقي لا النفسي وبيان قيمتهاالموضوعية.
معظم الجدل والنقاش في هذا الفرع الفلسفي يدور حول تحليل طبيعة المعرفة وشروط بنائها وارتباطها بالترميزات والمصطلحات مثل الحقيقة، الاعتقاد،والتعليل (التبرير). تدرس نظرية المعرفة أيضا وسائل إنتاج المعرفة، كما تهتم بالشكوك حول إدعاءات المعرفة المختلفة. بكلمات أخرى تحاول نظرية المعرفة أن تجيب عن الأسئلة : "ماهي المعرفة؟" "كيف يتم الحصول على المعرفة؟". ومع ان طرق الإجابة عن هذه الأسئلة يتم باستخدام نظريات مترابطة فإنه يمكن عمليا فحص كل من هذه النظريات على حدة.
مدارس نظرية المعرفة مختلفة, فالتجريبيون يردون المعرفة إلى الحواس, والعقليون يؤكدون أن بعض المبادئ مصدرها العقل لا الخبرة الحسية, وعن طبيعة المعرفة, يقول الواقعيون ان موضوعها مستقل عن الذات العارفة, ويؤكد المثاليون أن ذلك الموضوع عقلى في طبيعته لأن الذات لا تدرك الا الأفكار. وكذلك تختلف المذاهب في مدى المعرفة: فمنها ما يقول أن العقل يدرك المعرفة اليقينية, ومنها ما يجعل المعرفة كلها احتمالية, ومنها ما يجعل معرفة العالم مستحيلة.
وتنقسم الابستمولوجي إلى:
الفلسفة الوضعية (Positivism) وهي فلسفة تعتمد على الأرقام لان الأرقام لا تكذب.الفلسفة التفسيرية (Interpretivism) أو الفينومينولوجيا (Phenomenology) وهي فلسفة تعتمد على الشرح.الفلسفة الواقعية (Realism) وهي فلسفة تقع بين الفلسفة الوضعية والتفسيرية
ومن أشهر فلاسفة العلم الغربيين، هناك غاستون باشلار، كارل بوبر، ألكسندر كواري، بول فيرابند.[1]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق