الجمعة، 30 يونيو 2017

انتفاضة 20 يونيو 1981 - شهداء الكوميرة


بحلول 20 يونيو 2017 تكون قد مرت 36 سنة على انتفاضة 20 يونيو 1981 المجيدة، التي فجرها عمال وفقراء مدينة الدار البيضاء والنواحي ضد سياسة التجويع والفقر. فصباح يوم 28 ماي 1981، أعلنت وكالة المغرب العربي للأنباء اعتزام الحكومة المغربية فرض زيادات صاروخية في كل المواد الأساسية: الدقيق 40%، السكر 50%، الزيت 28%، الحليب 14%، الزبدة 76%، وذلك مباشرة بعد زيادات أخرى كانت سنتا 1979 و1980 قد شهدتها.
على خلفية هذا الوضع قررت بعض النقابات الفتية حينها خوض إضراب عام يوم 17 و 18 يونيو 1981 و اصدروا بلاغات يدعون فيها الجماهير العمالية إلى المشاركة في الإضراب.لكن حكومة الحسن التاني تعاملت بالتعنت،و الإصرار على على مواصلة حربها الطبقية مما دفع الجماهير العمالية و الشعبية الفقيرة و المعدمة التمسك بمطالبها و تلبية نذاء الإضراب العام .وقد كان المطلب الجوهري للإضراب هو الإلغاء الفوري و الكلي لكل الزيادات التي عرفتها المواد الإستهلاكية الأساسية .
كان الإضراب ناجحا فالحركة الإقتصادية في الدار البيضاء شلت بأكملها و قد أنخرطت في الإضراب و شاركت فيه النقابات الوطنية للتعليم العالي و الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.
و كان للإضراب أهمية عظيمة. لأنه يحسس العمال بقوتهم و وحدتهم،لكونه يطرح على المجتمع سؤالا:"من السيد هنا" هل مالكين وسائل الإنتاج الطفيليين الذين لا دور لهم غير إمتصاص دم العمال.أم الطبقة العاملة ؟
كما أنه و هذا المهم يطرح مسألة إزدواجية السلطة.
-ففي كل إضراب يكمن تنين الثورة-
وكان النجاح الذي حققه الإضراب صفعة مدوية في وجه الطبقة السائدة فقرر النظام التدخل ليفرض على العمال العودة إلى العمل و أرغمت السلطات أصحاب المقاهي و الدكاكين على فتحها، و إكراه عمال الحافلات على إستئناف عملهم كما بدأت قوات البوليس في تشتيت الشباب و العمال المجتمعين في الأحياء لكنها فشلت. فأنضمت إليها قوات الجيش و الدرك و القوات المساعدة (زيان سرية معروفة بقسوتها نسبة إلى منطقة زيان. حسب شهود) على متن الشاحنات و المروحيات.
وأرتكبت قوات القمع جرائم كبيرة في حق الشعب الأعزل مما دفع الجماهير الغاضبة إلى تحويل الإصراب إلى تظاهرات شعبية عارمة ضد هذه الإستفزازات و التعبير عن سخطهم على الأوضاع و ضد التجويع و الإستبداد آنذاك صارت شوارع البيضاء في يد الجماهير التي أنجزت بطولات عظيمة سطرها التاريخ، و عبرت عن شجاعة كبيرة في تحدي القمع.
وكانت هذه الإنتفاضة من القوة و الحدة جعلت أصحاب رؤوس الأموال و رجال الأعمال و مسؤولين ساميبن و فئات برجوازية يمتلكها الفزع و الرعب ومنهم من كان يستعد للهرب إلى الخارج.
لكن سرعان ما إستعادت قوات القمع بإستخدام الذخيرة الحية و نقص التنظيم و التأطير في صفوف الجماهير في كل ربوع الوطن،زمام المبادرة فنضمت حملة قمع دموي رهيب و أنطلقت موجة القتل الجماعي إستهدفت حتى النساء و الأطفال الذين يطلون من أسطح المنازل.وطوق الجيش أحياء الدار البيضاء بالدبابات و السيارات العسكرية.
وقد بينت التحريات فيما بعد أن عدد القتلى فاق ألف قتيل و قتيلة في الدار البيضاء و بعض المدن الأخرى.وقد رمي الشهداء في حفر بشكل جماعي في مقابر سرية و تقول تقارير أن بعظهم دفنوا و هم لا يزالون يئنون،هذا إضافة إلى مئات الإختطافات و الإعتقالات بدون محاكمة و قتل العديد منهم في السجون حيت وزعت غرفة جنايات و احدة ما مجموعه 1400 سنة سجنا نافدا.
ليطلق المتملق إدريس البصري وزير الداخلية آنذاك تهكمه الساخر على الشهداء و يسميهم" شهداء الكوميرة" أي جياع أضاعو حياتهم مقابل خبزة .
-قسما إن ذاكرة الشعب أقوى من ذاكرة المستبد-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق